قـصـة نجـاح المستثمرة وعد أبو تايه في التصميم الـداخـلي

لطالما كان التصميم الداخلي حلمي الكبير الذي أسعى لتحقيقه، من أيام الدراسة المبكرة وعلى الرغم من عدم معرفتي بتخصص يسمى التصميم الداخلي كنت أقضي معظم أوقات فراغي في المدرسة في تخيل المنازل ورسم مخططات داخلية وخارجية لها، وكانت مجلات الديكور هي المفضلة عندي وأحتفظ بها. وفي الثانوية العامة تعرفت على هذا التخصص والهندسة المعمارية أيضا، ترددت كثيرا بين الاثنين ولكن حب التصميم الداخلي تغلب على المعماري وبدأت بالبحث عن جامعات تدرس نفس التخصص ولكنني لم أجد ما يناسبني، فالتحقت بجامعة الملك سعود قسم الاداب تخصص لغة انجليزية وآدابها وتخرجت بعد أربعة سنوات بشهادة بكالوريوس لغة انجليزية وآدابها و على الرغم من أن تخصصي مختلف تماما عن التصميم الداخلي الا اني عملت في شركة تصميم داخلي كمترجمة وعلاقات دولية فقط لأكون قريبة من أناس متخصصين في التصميم ولأكتسب خبرة. كانت مديرتي في العمل مصممة داخلية ايضا اعُجبت كثيرا بإقبالي على التصميم الداخلي فكانت بين الحين والأخرى تحدثني عن هذا المجال وتشاركني من خبرتها فيه. كان مكتبي مقابل لمكتب مصممة الشركة وكنت على اطلاع دائم على المشاريع وكيفية العمل، ولقد كانت المصممة معجبه في شغفي بهذا المجال وتطلب مساعدتي كثيرا في التصميم اذا واجهت مشكلة على الرغم من اني لم أدرس هذا التخصص بعد الا انني و الحمد لله كنت اضع حلول لكل مشاكل التصميم التي كانت تواجهها، وبينما انا بالعمل قررت البحث عن دبلومات في التصميم الداخلي وحتى ان كانت خارج المملكة، وفعلا وجدت معهد في نيويورك كان اسمه معهد شيفلد، وتم تغيير اسمه لمعهد نيويورك للتصميم والفنون .

 وبعد نصائح من مديرتي في العمل التحقت بالمعهد وكان اكبر خطوة لي لأسعى لتحقيق حلم الطفولة. استقلت من وظيفتي الاولى فقط لكي اكمل دراستي وكان من أصعب القرارات التي إتخذتها في ذلك الوقت، وبعد سنة تقريبا من الدراسة تخرجت والحمدلله وحصلت على دبلوم في التصميم الداخلي، وعندها واجهتني مشكلة اخرى وهي انني اطمح لان ابدا عملي الحر على الرغم من جميع المصاعب، او ابحث عن وظيفة مصممة لشركة ما. بطبيعة شخصيتي القيادية لم اتأقلم مع وضعي كموظفة تحت امرة احد ما خاصة اذا عملت كمصممة والتصميم مجال ابداع واذا كنت موظفة لن استطيع الابداع ابدا. ورغم التحديات وصغر سني الا انني قررت البدء بعملي الحر وفعلا التحقت بدورة الافكار النيرة مع برنامج انطلاقة عندها أدركت انه لا يوجد شيء مستحيل الا إذا أنا أوجدته، التحقت بعد الدورة في برنامج انطلاقتي الاولى للمستثمرات من المنزل بعد اجتياز المقابلة، عندها بدأت شق طريقي كمصممة داخلية فلقد اتضح لي طريقي وبدأت اعمل كمصممة حرة مستثمرة من المنزل، وجدت اقبال كبير على المواقع الاجتماعية ولكن معظم العملاء كانوا يترددون بعدما علموا بأنني مستثمرة من المنزل، فلم أدع تلك العقبة تقف في طريقي وقررت ان استأجر مكتب واصبح مصممة مصرح لها بمزاولة هذه المهنة فالتحقت في برنامج انطلاقة للمشاريع الصغيرة لدراسة الجدوى الاقتصادية من شركة لمدة أسبوعين، استفدت الكثير والكثير من هذا البرنامج واكتسبت عميلات كثر من زميلاتي في البرنامج ممن يرغبن في فتح منشآت.